عانقيني
عانقيني ما استطعتِ
فالهوى يبدو أصيلا
قد غمرناهُ شعوراً
و انتقيناهُ نزيلا
في الحياةِ الحبُّ يسمو
لم نشأ عنهُ بديلا.
عانقيني قد تغنّى
القلبُ فيكِ لن يميلَ
لم أرَ في الكونِ حبّاً
مثلَ هذا أو مثيلا!
قد صهرنا العشقَ فينا
ذابَ إخلاصاً جليلا
و افترشنا العمرَ زهراً
أثمرَ الزّهرُ العليلَ.
تذكرينَ الشّدوَ كيفَ
كنّا نأتيهِ سبيلا
ندفعُ عنّا اكتئاباً
نرسمُ الدّربَ الطويلَ
دونما سأمٍ يحلُّ
قاهراً يسعى ثقيلا.
عانقيني لستِ إلاّ
من أمانيّ الجميلَ.
بانتقاءِ الحبِّ فزتُ
لم أكنْ يوماً جَهولا
قد غنمتُ منه حلواً
ذكرياتي لن تزولَ
ابتدا المشوارُ عذباً
حالماً طيفاً خجولا
كانتِ الأيّامُ تحنو
لم نراها المستحيلَ
بل غرسناها بذوراً
أينعتْ زانتْ حقولا!
تذكرينَ الماضي حتماً
إنّه يحيا هطولا
في ربوعِ القلبِ منّا
فارشفي عذباً حليلا
و اجعلي منه خميراً
يا حياتي كي يطيلَ
بوحَه و الهمسَ منه
و ارحمي قلبي قليلا!
إنّني قد ذبتُ فيكِ
ربّما أقضي قتيلا!
لا أرى في البوحِ عيباً
لا أرى فيهِ ذليلا
أنشدُ شوقي و عشقي
زوجتي أبقى خليلا
إنْ يراهُ الغيرُ عيباً
شأنُهُ لستُ الكفيلَ
إنّها نصفي الجميلُ
زادها المولى جميلا!