السلام عليكم ورحمة الله
قرأت في "الغد" (الصادرة يوم الثلاثاء الرابع من ايلول 2007م)، وفي الصفحة الثانية والعشرين، موضوعاً تحت
عنوان "التميمي يحلها وحماس تحرّمها: الفلسطينيون يختلفون في جواز صلاة الجمعة في العراء". والحقيقة
ليس الامر هكذا، فإنّ حماس لم تحرّم صلاة الجمعة في العراء؛ لأنّ حماس فيها من العلماء الكبار والدعاة
الى الله الكثير، بل حماس حقيقة حركة دعوية، تتمنى أن يملأ الناس الساحات لعبادة الله والتوحد اليه في
صلاة الجمعة والاعياد وغيرها، لذلك أرى أن السيد يوسف الشايب، لم يكن موفقا، هذا أولاً.
ثانيا: انتم تعلمون، والجميع يعلم، أن هؤلاء الذين تجمعوا في غزة تحت شعار صلاة الجمعة، لم يكن تجمعهم
حقيقة من اجل الصلاة، والدليل على ذلك انه بعد الصلاة مباشرة قاموا بإثارة الشغب ورمي الحجارة وضرب
قنابل صوتية، وكل مراقب نزيه لأحداث غزة من اولها الى آخرها يرى أنّ هنالك فِرَقاً استأثرت بالسلطة، ولا هدف لها الا مكتسبات دنيوية، رفضت التنازل عن شيء منها لمن اكتسبوا الشرعية من الشعب
الفلسطيني في انتخابات شرعية.
ثالثا: أما فتوى الشيخ التميمي، مع الاحترام لكل علمائنا المخلصين، التي فحواها انه حصر الفتوى في جواز
الصلاة في العراء، وانه هو الجهة الوحيدة التي يحق لها ان تصدر الفتوى، وتُبيّن الحكم الشرعي في امور
الدين؛ فأقول: ان الشيخ هو مفتي السلطة في رام الله، وقد افتى لها في امر سياسي، على انه ديني
بحت، وان الامر كذلك، وبهذه المناسبة انصح شيخنا بأن ينأى بنفسه عن هذه الميادين السياسية، ليخدم
جهة على حساب أخرى، والامر في غاية الوضوح.
رابعا: اريد أن اذكِّر الجميع أنّ هذه الشعارات التي ترفع في سبيل تبرير بعض الأعمال السياسية إنّما توضع
تحت عنوان "مساجد الضرار"، حيث ان فئة ممن لم يدخل الإيمان إلى قلوبهم وأرادوا أن ينفردوا في مكان
معين في المدينة المنورة ليتآمروا على الاسلام والمسلمين، فبنوا بناء اطلقوا عليه اسم (المسجد)، وارادوا
ان يبارك لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مشروعهم فطلبوا منه ان يدشنه لهم بالصلاة، فقال لهم ان
شاء الله. وكان يستعد لغزوة تبوك فنزل قول الله تعالى فيهم وفي مسجدهم " والذين اتخذوا مسجداً ضراراً
وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرهاصا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفنّ إن أردنا الا الحسنى والله
يشهدُ أنهم لكاذبون, لا تقم فيه أبداً". فنُهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مسجد الضرار
والتفريق بين المسلمين. بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ارسل من حمل شعلة من النار فأحرق
ذلك المسجد، وما أكثر مساجد الضرار في هذه الايام، التي تحمل عناوين خادعة يحسبها الظمآن ماء فإذا
هي سرابٌ لا ماء فيه.
حبذا لو سمعنا من شيوخنا الكرام فتوى فيمن أغلق أكثر من مائة جمعية خيرية لطالما قامت هذه الجمعيات
بأعمال الخير من إعالة واغاثة واطعام وتعليم لمئات بل آلاف من العائلات والافراد والارامل والمساكين على
ارض فلسطين! واني لأعرف العديد منها ومن القائمين عليها، لكن حسبنا الله ونعم الوكيل.