الحبُّ أنتِ وهذا الشوقُ يحرِقًني
والقلبُ يشكو ودمعُ العين يغلبُني
أشكو إليكِ ولا أشكو سوى عشقي
فالحبُّ أصبح نبضَ القلبِ في بدني
لله دركِّ كيف الحبُ ينتفضُ
بعد السُّباتِ كعملاقٍ من الجنِّ
هذا الذي أمرتْ عيناكِ فاتنتي
هذا الذي صنعتهُ بسمةٌ تُدني
حتى غدوتُ وقد أصبحتِ أنفاسي
النورُ في بصري والسمعُ في أُذُني
بل كلُّ أمنيةٍ كانت وأنتِ له
كلَّ الطموحِ فهل ترضين يا شَجَني
أيا من أُعاتِبُ أيامي لرؤيتِها
قد كان موعدُنا في سالفِِ الزمن
لكنها بخلتْ لا شيءَ يمنعُها
حتى أتيتِ فصارَ هواكِ يمنعُني
الدهرُ يأمرُ والأيامُ تُؤتَمرُ
والقلبُ يعشقُ أنْ عيناكِِ تأمُرُني
أنتِ التي طلبتْ عينايَ رؤيتَها
فاليومَ أفرحُ والأشواقُ تملِكُني
البدرُ يعزفُ والأفلاكُ راقصةٌ
والشمسُ تشدو وهذا الكونُ يحسُدُني
فالطيرُ تعلمُ أني اليومَ أهزِمُها
للحبِّ أجنحةٌ تزهو وترفعُني
والزهرُ يعلمُ أني اليومَ هازمُهُ
للحبِّ أزهارٌ بالعطرِ تغمُرُني
والحسنُ منكِ يزينُ الخلقُ هامتَهُ
واللهُ أعطى فزانَ الخُلقَ بالحُسنِ
سكنتُ حبكِ واستوطنتُ آمالي
فصار عشقُك كالمجنونِ يسكُنني
وكان قبل لقاءِ الحبِّ لي وطنٌ
فصار عشقُكِ يا حسناءُ لي وطني
جمالُ وجهُكِ والعينينِ جبارُ
نقاءُ روحكِ والأخلاقُ يجذبُني
وحسنُ ثغرُكِ والرمشينِ أمارُ
لكن حسنكِ ذي الآدابِ يأسُرُني
كم صرتُ أعشقُ من عينيكِِ نظرتَها
كم صار فكريَ أن ألقاكِ يشغلُني
فالعينُ تُخبرُ ما لا يُخبرُ القلمُ
والشعرُ يُبحرُ أحياناً بلا سُفنِ
والقلبُ يحذرُ أن تلتاعَ آمالي
خوفَ الوشاةِ وخوفَ الحاسدِ النتنِ
الله يعلمُ أنَّ القلبَ يبغضُهُ
والله يحفظُ قلبينا من المِحَنِ