وقفات مع الألم
هل شعرت ذات بأن جرحك ينر روحك, وبأن
أخدودا من الحزن هناك في عمق روحك؟
هل فكرت في مدى قسوة اللحظات حين يخونك
أكثر، من منحته ثقة بلا عين ولا أذن ولا لسان؟
هل فكرت في مدى طيبة قلبك وحسن نواياك
التي لم تأت إلا بمزيد من الألم
هل تمعنت أكثر في قسوة المعنى " الألم"..؟
إن فعلت فانظر إلى داخلك, ستر جروحا في
حجم الحسرة, وأفكار ماتت لأن طرقها كانت
ملأى بالخيبات وتجارب مرة, لاذعة , لدرجة أنك
تود لو كان هناك إنسان آخر ترتدي ثوبه وتكون
هو..
هل صدقت أن الموت ربما كان خلاصا من كل
شيء لولا إيمان خفي يربطك بألم العيش
ومرارته؟
ليتك لا تفعل!
لأن التفكير في ذاتك مر, صعب, ويقلب آلاما
زعمت أنها ذابت على مر وقتك وتجاربك , لكن كما
ترى الجروح ندية , لا تزال كما هي , حتى وإن أهلت
عليها النسيان. إن ذهبت بك ذاكرة نحو ذكرى
الألم لن تكون ذكرى , بل ألم يقض مضجع
لحظاتك وأحلامك , بأن تكون إنسانا حرا حتى من
حزنه وألمه وغدر الرفاق .
حاول أن تذهب نحو التفاهات , وأوقات سهلة ,
وآخرين فارغين من ذات الحس العذب , الذي لا
يكون إلا لدى الذين ذابوا وجدا فذبت فيهم .. فهو
ليس شوكا , أو رحلة عابرة , أو فكرة لاحت وغيبها
الزحام والضجيج, إنه هنا يسكن نبضك , كأنك إن
أغمضت عينيك ستراه .. ستشم رائحة حرائقه,
سترى كم من الآه تاهت في طرقات روحك المتعبة
حاول أن تفكر فيه ..
إنه مرارة لا تنتهي .. كابوس وإن بدوت ضاحكا
نزقا, هناك يلوح على الرغم من كل إدعاءات القوة
والهرب . والأصعب أن تعرف أن أصحابه الذين
أهدوك إياه , آخر من يعلم بحجم الألم
وعمقه , للذين كانوا سببهما ,
وهنا يأتي ألم آخر....
مسرحية بطلها الألم وجمهورها نحن خاطرة استوقفتني ونقلتها