مدينة كلماتي

اهلاً بكم في مدينة كلماتي..
أهدي إليكم شيئاً مختلفاً في صفحتي..
أتمنى أن ينال رضاكم..
فأنتم ضيوفي في مدينتي..فإليكم أقدم :

مديـــــــــــــنة الكلـمـــــــات!!
أمسكت قلمي على صفحتي وغبت ساعات عن الوعي
و لمّا استفقت تركتهم خلفي و استدرت راحلة عنهم هرباً من نفسي..
و إذا بصوت يناديني من خلفي,,هاي أنت عودي إلى هنا..
استغربت النداء ولكني رجعت؟و إذا بها تسألني صفحتي ,من أنت؟؟
كيف اقتحمت مدينة الكلمات؟؟
أجبتها بهدوء لا يخلو من عاصفة!
أنا من بنى مدينة الكلمات,أنا من اختار أرضها,
و حدد على الخارطة مكانها,و أحطتها بسور لا يخترقه إنسها أو جانها.
أنا من رمى أساسها,و أقام أعمدتها من ألماسها,أنا من شيد أبنيتها من إحساسها..
أعرف عدد حراس قصورها و قصورها,,و أذكر تقسيم شوارعها وعرض أرصفتها..
و من اللؤلؤ صنعت عقوداً و أعمدة ثم أضأتها,ووزعت على الطرقات حاويات مهملاتها..
و لم أترك مكاناً لإشارات المرور,فلا توجد وسائل مواصلات إلا العقول و المشاعرو الأقلام والكلمات في مدينتي..
أما حدائقها و أزهارها و رياحينها,فتبارك الخلاق فيما صنع من عذب عطورها , وشهي ألوانها, ولن أصفها فهي تتجاوز العقل والخيال, وجميل الأشعار والأقلام.

و أذكر روعة نوافذها وارتفاع أبنيتها..
و أحصي في الصفحة السابعة من دفتري عدد طوابقها,,و كم من الشقق تحتوي وما تحتوي..
و في الصفحة الخامسة والأربعين من دفتري يوجد رسماً بيانياً يوضح عدد تلك الغرف و الحب الذي بين الزوايا ألف و ءأتلف!!
ونسقت سلالمها وبالمودة زرعتها..
و أعرف أحياءها الشعبية, وحواريها الفقيرة ,وتلك الراقية الغنية؛وفتحت أسواقها ,و زوّدتها بما لايمكن أن يُباع أو يُشترى؛لذلك لا أحتاج إلى النقود في مدينتي,و لا يوجد لصوص إلا خارج أسوار قلعتي,و لا أخشى منهم إلا على دفاتري و أقلامي و حروفي الذهبية..
و في الصفحة الخمسين بعد الأربعمائة و ألف من دفتري, جعلت أبواب المدينة من أجمل الجواهر صغتها,
و أجراس الأبواب من حجر الفيروز جعلتها,و من العقيق الأحمركانت قبضاتها..

و في الصفحة التي نسيت ترقيمها من دفتري, تحدثت عن الأثاث في مدينتي!فقد كان من حروف الجر
و الافعال الماضية و الحاضرة ثم الآمرة, وجعلت لوحاتها خيالية واقعية..
ومن تلك النجوم صنعت آلاف المناظر, واستدعيت القمر لينير سماءها المظلمة؛و أحضرت الشمس التي كانت مغادرة, وأخذت عليها عهداً بأن تأتي كل يوم في موعدها جادةً مثابرة..
ومن الأسماء المبنية و أختها المعربة,كتبت قصائدي و خواطري وزينت صفحات في دفتري, ومن النواسخ كانت ساعات حائطي..

أما حروف الجر فلم أرهقها بالعمل, إلا أني جعلتها تحفاً تزيد من رونق مدينتي,و لن اغوص في باقي قواعد اللغة,
فهي بحر لا ينضب أحطتُ بها مدينتي, دفاعاً عنها من الغوازي, وأؤلئك المتطفلين على دفتري, ولن اترك خياراً
لسكان مدينتي في استقبال ضيوفهم على مائدة دعوتي؛ فأنا قد دعوت الشعراءالفطاحل و الكتّاب الذين لايهتمون إلا بالبديع من الكلام والخيال والأحلام..
وجعلت زاوية واسعة لضيوفي الذين لم أعرفهم بعد؛ وهم ممن يبحثون عن العلم والخبرة من مصادرها التي تهمني..
ولن أستقبل في مدينتي ضيفاً أو مواطناً أو مقيماً إلا إذا كان جميلاً عبقرياً،ينشد الكمال,ليصل إلى روعة الدقة والاستحسان, ويحصل على الاهتمام بكل احترام..

أما مائدتي فيوجد عليها كتب و مذكرات ومعلقات وصفحات من منتدانا ,تستحق المناقشة والنقد؛وبعض الصور
الواقعية,والغريب من القصص الخيالية,والمشاعر التي تزوّد سكان مدينتي وضيوفي بحروف ذات ألوان مختلفة ,وصفحات مخملية, وأقلام ترسم لوحات فاتنة عربية..
أما طبق التحلية العاطفية,فهو من أقلام الموهوبين الجدد,الذين يستحقون مني العناية والاحترام,حتى ينضموا إلى رواد مدينتي بكل فخر , ويتمكنوا من مصافحة ضيوفي العظماء, والعمالقة الوجهاء..

و أخيرا..
و بعد أن نفذت جعبتي من صبري! أقرّت صفحتي بأني من بنى مدينة الكلمات, ولكن قطعاً للشك باليقين,,أخبرتها عن كلمة السرالتي جعلتها بين حروفي,,و في أي السطور من دفتري كتبتها,, وكيف أني جمعتها من حنايا عشقي,,
وبقايا صبري,,وواحة حبي,,و أحلام عقلي,,و عظيم أملي,,و جُل ثقافتي واهتمامي..


فإلى العظماء والوجهاء و الموهوبين الجدد والزوار الافاضل,أقول بكل فخر واعتزاز..
أهـــــلاً بكــــــــــــــمــ في مــديـــــنة كلمــــــــــــاتي..

تحيااااااااااااااااااتي