استيقظت والدمع متغلغل في عيني كتغلغل المياه في الخلجان وانا اصيح باعلى صوتي "لا لا ". استيقظ ابي وقال لي " ما بالك يا بني ",
قلت له "لقد حلمت حلمًا غريبًا لم اعرف ان كان كابوسًا او حلماً جميلا !!.
بدأت اسرد الحلم : لقد حلمت يا ابي اني اسكن وراء الحائط واحببت هناك طفله عيناها سوداء ماطره قلبها ابيض , وجهها كالملاك الطليق وشفتاها الوديتين اشهى من زهر الرمّان .
اهديتها مشاعري احزاني وفرحي وهي اهدتني شفتاها كهديه في عيد ميلادي .
بتنا افضل اصدقاء نحمل الاسرار وغموض الحقائق ونزرع الهم الكبير في قلوبنا لكي لا يشعر احد به غيرنا نحن الاثنين , لكن الهم الاكبر كان قد وصل الى القمة في تلك اليله الموعودة , لقد انتظرتها طويلا وحين جائت من بعيد مثل الغزال الباكي تحمل كل الهموم في شجره صفراء ذابلة داخل قلبها وعيناها تغزر من الدمع الذي حطم امال واحلام, قرأت على شفتيها كلمت "الوداع" كانت قد قالتها بصوت باهت خفيف وذهبت بلمح البصر .
في تلك الليلة كاد الشتاء يغطيني بمعطفه لاني لم اشعر في برد ولكني شعرت في الم وشعرت ان دموع "سيدتي" باتت تشقق قلبي , توقظ جراحي وتزيدهم جراحًا وحزنًا .
لم انم انما بت وما زلت اردد اغنية "وداع يا دنيا الهنا وداع يا حب يا احلام دا عمر جرحي انا اطول من الايام "-عبد الحليم حافظ- وعرفت مع مرور الوقت ان جرحي لن ينتهي في ساعة في يوم في شهر او حتى في سنه وسوف يرافقني طوال حياتي التي سلبت مني قبل عدة لحظات .
مرت الايام , الشهور والسنين واصبحت لشاب كبير , وطني يدافع عن اراضيه , ذهبت مع اصدقائي الى مظاهرة قومية كثيرة التجمع.
سمعت صوتًا من بعيد يناديني ويطرق ذهني ويقول "حبيبي" فنظرت الى الوراء واذ بها شابة حسناء تحمل سلاسل كنت قد اهديتها لحبيبتي منذ زمن بعيد .
جاءت معذبتي في ليلة الاسف كانها الكوكب الدريُّ في الافق وسالتني: ايمكنك مساعدتي فذهبت راكضا اركب حصان الامل كان الحلم يلحقني ولكن كل هذا لم يكفي وكان قد فات الاوان وتوفي والدها قلت لها هذه الكلمات ودمع العين يسبقني , سألتها لماذا جئت الي الم تخافي الحراس في الطرق فجاوبتني ودمع العين يسبقها , من يركب البحر لا يخشى من الغرق . كانت هذه الكلمات اخر كلمات سمعتها قبل قبلة لم يطق الزمان طولها واوقفها بطلقه توجهت الى حبيبتي فقفزت صارخاً "لا لا " تاملت وجهها عيناها سبحان المعبود فمها مرسوم كالعنقود لكن سماءها ممطرة وطريقها مسدود مسدود وعندما نظرت الى السماء الماطرة كانها تزيد من حزن الموقف.وعرفت من نظرتي الاخيرة الى وجهها ان قصة حبنا طويلة وتعقيدها بسيط وقد ساد عليها ظلام الامل وسواد الحب .
اشرقت الشمس واشرقت معها إشعاعة الامل التي غابت في حلمي وعرفت ايضاً ان حلمي كان قد شمل حديثي مع ابي .
.................................................. .................................................. ..............................