كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية النقاب عن ان شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي أعربت عن شكوكها الكبيرة في نجاح المؤتمر الدولي المزمع عقده في السادس والعشرين من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) القادم في انابوليس في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال المراسل العسكري للصحيفة عاموس هارئيل، الذي اورد النبأ الحصري: "ان شعبة الاستخبارات العسكرية (امان) قدمت في الفترة الأخيرة العديد من التقارير إلى المستوى السياسي في الدولة العبرية، جاء فيها ان السلطة الوطنية الفلسطينية غير قادرة على تحمل مسؤولية الحفاظ علي الامن والنظام في الضفة الغربية المحتلة، في حال موافقة (إسرائيل) على تسليم الفلسطينيين المهام الأمنية.
وأعربت التقارير عن تشاؤم معديها من هذه الخطوة. وأضاف التقرير العسكري لأمان ان الفلسطينيين يريدون من خلال المؤتمر في انابوليس الحصول على تنازلات من قبل الجانب الإسرائيلي، ولكن الفلسطينيين ليسوا قادرين على فعل أي شيء، كما انهم لن يقوموا بمحاربة ما أسموه "الإرهاب" الفلسطيني، كما تعهدوا، واذا قاموا فعلا بذلك، فإن الأجهزة الأمنية التابعة للرئاسة الفلسطينية عاجزة عن القيام بذلك. وبالتالي ترى شعبة الاستخبارات ان الفلسطينيين لن يفوا بتعهداتهم وانهم سيؤجلون معركتهم لمحاربة "الإرهاب"، كما أفادت الصحيفة الإسرائيلية.
في سياق ذي صلة، قالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوي والتي اطلعت على التقارير التي قدمتها شعبة الاستخبارات العسكرية لصحيفة هآرتس: "انه وفق تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فإن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) عاجز عن السيطرة على المدن في الضفة الغربية المحتلة، في حال قيام (إسرائيل) بتسليمه المهام الأمنية فيها".
وأضافت المصادر: "انه في هذه الأيام فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يقوم بمحاربة "الإرهاب والإرهابيين" في القرى والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية". أما الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فقالت المصادر الاسرائيلية ذاتها، فإنها "تقوم فقط بالمهمات المدنية للحفاظ على النظام، ليس الا".
بالإضافة إلى ذلك، أعربت شعبة الاستخبارات العسكرية عن قلقها من الضغوط التي يمارسها الفلسطينيون علي الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على تنازلات من (إسرائيل) خلال اللقاء الدولي في انابوليس، مثل إطلاق سراح اسري فلسطينيين آخرين من السجون الإسرائيلية، إزالة حواجز عسكرية منصوبة في الضفة الغربية المحتلة، إعادة مبعدي كنيسة المهد إلى مناطق السلطة الفلسطينية، تحرير الأموال التي قامت (إسرائيل) بتجميدها وفتح المؤسسات الفلسطينية في القدس العربية المحتلة، والتي كانت (إسرائيل) قد قامت بإغلاقها بعد اندلاع انتفاضة القدس والأقصى في شهر أيلول (سبتمبر) من العام 2000.
وحذرت شعبة الاستخبارات من ان تقوم (إسرائيل) بالاستجابة للمطالب الفلسطينية التي وصفتها بانها بئر بدون نهاية. وحسب تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية، فإن الرئيس عباس والوزراء الفلسطينيين المحيطين به وقادة الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، لا يقومون بأي مبادرات ، كما انهم يفتقدون الشجاعة في المجال الأمني، كما انهم ليسوا قادرين على تحمل المسؤوليات الأمنية برمتها، علي حد تعبير التقارير العسكرية الإسرائيلية، وذلك على الرغم من ان حماس تقوم بتحديهم أيضا في الضفة الغربية.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية أيضا نقلا عن مسؤولين أمنيين وصفتهم بأنهم رفيعو المستوي إن حركة فتح فقدت بقايا سيطرتها علي قطاع غزة، بعد سيطرة حركة حماس علي القطاع في شهر حزيران (يونيو) الماضي.
وقالت مصادر رفيعة في هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال للصحيفة الإسرائيلية: "ان عودة سيطرة فتح على قطاع غزة هي بمثابة أحلام اليقظة"، وقال احد الضباط: "ان عودة سيطرة فتح علي القطاع، مشابهة تماما لعودة ميخائيل غورباتشوف للسيطرة على مقاليد الحكم في روسيا". بالإضافة إلى ذلك، أشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن حركة فتح تخشى من قيام حركة حماس بانتفاضة ضدها في الضفة الغربية، والتي تخطط لها حماس، على ان تبدأ بمظاهرات سلمية ومن ثم تتطور إلى انتفاضة عسكرية.
ونقلت الصحيفة عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال عاموس يدلين قوله: "ان قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية تعلق آمالا كبيرة على نجاح اللقاء الدولي في انابوليس، ولكن في حالة فشله فإن القيادة الفلسطينية ستقوم بتحميل (إسرائيل) مسؤولية الفشل، أما حركة حماس فتنظر إلى اللقاء بخطورة بالغة وتخطط لإخراج ما أسمته "عمليات إرهابية" كبيرة إلى حيز التنفيذ لإفشال المؤتمر"، على حد قوله.
وتخشى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، كما أفادت الصحيفة من أمرين: الأول أن تقوم حماس بعملية فدائية داخل الخط الأخضر، أو عملية على المعابر الحدودية.
الرئيسية 
أحدث الصور 
موضوع: هآرتس:مؤتمرالخريف سيفشل بسبب ضعف عباس وعودة فتح للسيطرة علي 
الإثنين أكتوبر 15, 2007 5:55 am
