قال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم: "إن ما جرى في مدينة خان يونس من قصف لمقر الشرطة الفلسطينية، جريمة حرب لا أخلاقية تجاوزت كافة القوانين والأعراف الدولية واستهدفت حالة الاستقرار الأمني في غزة والتي ثبتتها حكومة الوحدة الوطنية برئاسة إسماعيل هنية بعد أن فشل الاحتلال في الرهان على نشر الرعب والفوضى والفلتان في قطاع غزة".
وأضاف برهوم في تصريح صحفي وصل "معا" نسخة منه "أن هذه الجريمة تنم عن حالة إفلاس وعجز لدى حكومة الاحتلال الإسرائيلي بعد فشلها في التصدي للمقاومة الفلسطينية وكسر إرادة الشعب الفلسطيني عن طريق الخنق والحصار".
وأكد برهوم "أن حماس ماضية في توفير الأمن والأمان وحماية كل مواطن فلسطيني، وأن مثل هذه الضربات لمقرات الشرطة الفلسطينية ستزيد الفلسطينيين القوة والاصرار على حماية ودعم المنظومة الأمنية الفلسطينية والعمل على إنجاحها رغم كل التحديات وكل ما يمارس عليها من إرهاب وتدمير".
وطالب برهوم الرئيس محمود عباس "أن لا يدير ظهره لدماء الشهداء الذين يسقطون يومياً على أرض فلسطين بفعل آلة الحرب الإسرائيلية، وأن تكون هذه الجرائم مدعاة لقطع كافة أشكال التنسيق والتواصل مع العدو الإسرائيلي والالتفات بشكل جدي ومسؤول إلى الجبهة الفلسطينية الداخلية وبذل كل جهد لدعمها".
وطالب برهوم كل الزعماء العرب والمسلمين والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية "بأن يخرجوا عن صمتهم ويفضحوا ممارسات هذا العدو الغاشم ويفرضوا عليه عزلة دولية تامة وأن يعملوا على وقف هذه الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني وأن يقفوا بجانب قضاياه العادلة".
من جانبها نعت حركة حماس شهداءها الأربعة الذين سقطوا اثر القصف الاسرائيلي الذي استهدف مركز الشرطة في خان يونس مؤكدة أنها "ستلاحق المعتدين وأنها سترد بقوة على هذه المجزرة".
وأكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، أن الشهداء هم: إسماعيل سليمان قديح، وبلال إبراهيم أبو عواد، ومحمود جمال رضوان، وماهر شحدة أبو طير. مؤكدة أن الشهداء الأربعة من أعضائها، وقد قضوا أثناء تأدية واجبهم في حماية أبناء شعبهم.
من جهتها قصفت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية معبر صوفا بصاروخين ( فجر 2 ) بالإشتراك مع المجلس العسكري الأعلى لحركة فتح الياسر فجر اليوم الأربعاء وذلك في "رد أولي على هذه المجزرة".
من جانبها عبرت الحكومة الفلسطينية المقالة عن بالغ ادانتها واستنكارها للجريمة "البشعة" التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي الليلة الماضية في مدينة خان يونس بحق رجال الشرطة.
واعتبر طاهر النونو الناطق باسم الحكومة المقالة في تصريح صحفي وصل "معا" نسخة منه "أن هذه الجريمة تأتي للتغطية على الفشل الذي منيت به قوات الاحتلال جراء محاولاتها المتكررة للتوغل في أراضي قطاع غزة والخسائر التي تكبدتها بفعل المقاومة".
كما اعتبر النونو أن استهداف عناصر الشرطة التابعة للحكومة المقالة "يهدف إلى محاولة زعزعة الامن والنظام العام في قطاع غزة بعد الجهود المضنية التي بذلتها الشرطة لتحقيق الامن وانهاء مظاهر الفلتان الامني، ومحاولة لتقليص أداء الحكومة الفلسطينية وأجهزتها الامنية الفاعلة وأن هذا العدوان وتصاعد الحصار انما هو جزء من المخطط الاسرائيلي الامريكي لكسر ارادة وصمود الشعب الفلسطيني وفرض الاملاءات السياسية عليه في مؤتمر انابوليس".
وبين النونو "أن هذه المجزرة الاحتلالية البشعة جاءت لتؤكد على ضرورة الاستجابة العربية العاجلة لدعوة الحكومة الى عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية لمناقشة التطورات الميدانية المتسارعة في الاراضي الفلسطينية عامة وقطاع غزة على وجه الخصوص واتخاذ قرارات حاسمة لفك الحصار المفروض على القطاع ووقف العدوان الاسرائيلي والمجازر المتتالية التي تتم تحت سمع العالم وبصره".
ودعا النونو المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته التاريخية وخاصة الامم المتحدة لاتخاذ مواقف حاسمة تلجم الاحتلال الاسرائيلي وتوقف عدوانه بحق المواطنين الفلسطينيين معتبرا أن استمرار الصمت الدولي "انما هو مشاركة هادئة في الجرائم التي ترتكب بحق الانسانية في تجويع وقتل الشعب الفلسطيني".
ورأى النونو "أن اي لقاءات فلسطينية اسرائيلية الان انما هي اضفاء شرعية على هذه المجازر وهذا العدوان وأن كل اللقاءات السابقة والاتصالات غير المتوقفة التي تجريها رام الله لم تؤد الا الى زيادة وتيرة الاعتداءات وحجم الدماء النازفة في الضفة والقطاع وزيادة في حجم المعاناة مما يؤكد عبثية هذه اللقاءات وانعدام جدواها السياسية واستفادة الاحتلال فقط منها للتغطية على جرائمه البشعة".
وبدوره استنكر أبو سليم الناطق الإعلامي لكتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين استهداف شرطة الحكومة المقالة في خان يونس.
ودعت الكتائب جميع فصائل العمل الوطني إلى توحيد الجهود لمواجهة الممارسات الاسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني لإفشال المخططات الاسرائيلية الهادفة الى النيل من صمود الشعب الفلسطيني".
يذكر أن أربعة من عناصر الشرطة في الحكومة المقالة استشهدوا ليلة أمس في قصف نفذته طائرات حربية اسرائيلية لمقر شرطة بلدة بني سهيلة، ما ادى الى تدمير اجزاء من المقر.