المجتمع الإسرائيلي "يسبح ضد التيار"، والمؤتمر الإقليمي المزمع عقده قريبا حول السلام في الشرق الأوسط "مجرد لقاء"، والخوف من تفجير داخل إسرائيل "قد ينسف جهود السلام"، ثلاثة مواقف عبر عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في لقاء جمعه الاثنين بأربعة نواب من عرب 48.
وقد شرح أولمرت لنواب القائمة العربية الموحدة إبراهيم عبد الله وأحمد الطيبي وطلب الصانع وعباس زكور أن ما يراه سباحة للمجتمع الإسرائيلي ضد التيار في مياه السياسة الجارفة يتجلى في ميله نحو مواقف يمينية.
مؤتمر السلام
أما مؤتمر السلام الذي يسعى لعقده جاهدا رئيس الولايات المتحدة جورج بوش فإن أولمرت لا يرى فيه أكثر من "لقاء" قد يؤسس لمسيرة مستقبلية، ولذلك خفض سقف توقعاته لما يمكن أن يتمخض عنه.
ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يؤكد أن هناك دعوة لكافة بلدان المنطقة للمشاركة في هذا المؤتمر بمن فيها سوريا ولبنان، فإنه مقتنع بـ"استحالة إيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية في غضون شهرين".
وإذا كان أولمرت لا ينتظر الكثير من مؤتمر السلام الذي يرعاه بوش، فإنه بالمقابل يعتبر الأهم من ذلك "نجاح" المساعي الجارية للتوصل إلى "إعلان مبادئ مشترك" بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية، لأن ذلك في رأيه يعتبر إنجازا بالنظر إلى "الظروف" الراهنة لدى الجانبين.
بوش يجدد
يأتي ذلك بينما جدد الرئيس الأميركي جورج بوش تمسكه بالعمل "بكل ما يمكن" لقيام دولة فلسطينية تتعايش مع إسرائيل، وأكد أن هذا الهدف قابل للتحقيق.
وقال بوش للصحفيين بعد لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه مقتنع بأن محمود عباس وكذلك إيهود أولمرت "يريدان بصدق التوصل إلى تعايش سلمي بين دولتين" فلسطينية وإسرائيلية، وأوضح أنه أبلغ الرئيس الفلسطيني بأن الولايات المتحدة ستعمل بقوة قدر الإمكان من أجل المساعدة على تحقيق هذه الرؤية.
وقال مخاطبا عباس "نعول على دعمكم ولنا ثقة بجهودكم الجادة من أجل التوصل إلى سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط".
تصريحات عباس
في المقابل أبدى الرئيس الفلسطيني تأييده لخطة بوش لرعاية مؤتمر سلام للشرق الأوسط في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، وأعرب عن أمله بأن يقود المؤتمر إلى الوصول إلى ما سماها تسوية متفاوضا عليها.
وشدد عباس على ضرورة أن يعالج هذا المؤتمر جوهر المسائل الأساسية كي يمهد الطريق نحو التفاوض بعد ذلك على "معاهدة سلام دائمة مع إسرائيل"، في إشارة إلى المسائل المتعلقة بحدود الدولة الفلسطينية المستقبلية ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين.
لكن الإسرائيليين يريدون فقط أن يسفر المؤتمر عن مجموعة أساسية من المبادئ للمفاوضات في المستقبل.
وعقب محادثاته مع عباس اجتمع بوش مع مبعوث المجموعة الرباعية الدولية توني بلير في أول محادثات مباشرة بينهما منذ تعيينه في يونيو/حزيران الماضي.
وجاءت محادثات بوش مع عباس وبلير عقب زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي التي لم تحقق فيها تقدما يذكر في تضييق شقة الخلافات بين إسرائيل والفلسطينيين بشأن جدول أعمال المؤتمر المرتقب.
وفي الرياض أفاد مصدر رسمي سعودي بأن السعودية لم تتخذ موقفا بعد من حضور مؤتمر السلام المقترح، وهي في انتظار وضوح الصورة بشأن جدول أعمال هذا المؤتمر وأهدافه.
من ناحيته قال الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين محمد صبيح إن "الجامعة لا تزال لديها شكوك ومحاذير مشروعة تجاه فرص نجاح المؤتمر". وأعلنت الولايات المتحدة الأحد عزمها توجيه الدعوة إلى سوريا لحضور المؤتمر.