انتقد
المتحدثباسم الكتلة البرلمانية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" استمرار
قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله في ما أسماه بـ"دق الأسافين"
بين أبناء الشعب الفلسطيني والعمل على تدمير علاقات الشعب الفلسطينية
الاجتماعية، متعبرا ذلك جزءا من ضريبة إصرار السلطة على تحسين علاقاتها مع
الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأكد
الدكتور صلاح البردويل عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة المقاومة
الإسلامية "حماس" والناطق باسم كتلتها البرلمانية في تصريحات خاصة لقدس
برس أن حكومة الوحدة الوطنية لن تمنع أداء صلاة العيد في العراء لأنها
أصلا تؤدى في العراء.
وقال
"نحن لا يمكن أن نخالف الأمور الشرعية، فصلاة العيد نؤديها في الأصل في
العراء، وهذا بخلاف صلوات الجمعة التي نؤديها في المساجد، لكن المطلوب من
عناصر الشرطة أن تحمي المواطنين وتحفظ الأمن وتمنع تحويل الصلاة إلى
عمليات قتل لعناصر الشرطة وتدمير للمتلكات، حيث أن هناك من يريد استغلال
الصلاة لهذه الأغراض، هذا هو الذي ستعمل أجهزة الأمن على منع وقوعه".
وأكد
البردويل أن المقصود بدعوة بعض قادة "فتح" إلى آداء صلاة العيد في العراء،
هو تمزيق النسيج الاجتماعي، وقال "واضح أن قيادة "فتح" في رام الله تبحث
عن ثغرة لتدخل إلى عمق النسيج الاجتماعي من أجل تبديد حالة الهدوء التي
ينعم بها قطاع غزة، وبدل أن يكون العيد فرصة من أجل إعادة اللحمة فهم
يريدونها فرصة لدق أسافين بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، وهم من أجل
ذلك لا يكتفون بالدعوة إلى الصلاة في العراء، بل مارسوا في العشر الأواخر
كل مظاهر القتل وأعمال التخريب التي تم إحباط بعضها واكتشاف البعض الآخر
منها قبل وقوعه، في حين حققت بعض الأعمال أهدافها".
وأشار
البردويل إلى أن دعوة الصلاة في العراء وما يمكن أن ينجم عنها من مظاهر
عنف تمثل تلبية لطلب إسرائيلي بالأساس، وقال "للأسف فإن قيادة "فتح" في
رام الله لا تزال والغة حتى النخاع في الدم الفلسطيني، حيث أنها تبني
علاقاتها مع إسرائيل على حساب علاقاتها مع الداخل الفلسطيني".
بدون قيادة
وعما
إذا كان يقصد بانتقاداته هذه أن هذا النهج يمثل حركة "فتح" التاريخية، قال
البردويل "للأسف لا توجد قيادة لحركة "فتح"، ففتح عمليا بلا قيادة وبلا
فكرة، ومن يقودها اليوم هم ليسوا منها، فلا رياض المالكي ولا سلام فياض
ولا العجرمي من "فتح"، فهؤلاء كلهم مجموعة من النكرات على المجتمع
الفلسطيني وليس لهم علاقة بـ "فتح" بقدر ما لهم علاقة بأمريكا وإسرائيل،
وبالتالي قادة "فتح" لا وجود لهم، صحيح أنهم يتمنون تدمير "حماس" ولكن ليس
لهم شرف تدميرها بأيديهم".
وانتقد
البردويل بشدة امتناع زكريا الآغا أحد قادة "فتح" في غزة عن إدانة عمليات
القتل التي يتعرض لها عناصر الشرطة الفلسطينية، وقال "لقد رفض زكريا الآغا
إدانة أعمال القتل التي يتعرض لها عناصر الشرطة، واعتبر ذلك رد فعل على ما
أسماه بـ "كبت الحريات"، علما أن هذه الظاهرة غير موجودة في غزة على
الإطلاق، وهو بذلك يبرر عمليات القتل التي تجري من أجل إعادة الأمور في
غزة إلى الوراء، ولهذا أقول أنه للأسف لا يوجد عقلاء في حركة "فتح" بل
يوجد جبناء ومقهورون".
وقلل
البردويل من أهمية الرهان على الزيارة المرتقبة الأسبوع المقبل لوزيرة
الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس إلى المنطقة، وأكد أنها لن تأتي بالزفت
الممنوع إسرائيليا من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية لتعبيد الطرقات
المحفرة، وقال: "لا توجد أية ملامح أو بشائر جدية لأي حل أو مجرد آمال
بالسلام، فرايس لا تأتي للسلام بل تأتي لإقناع الدول العربية في اجتماع
الخريف، هذا الاجتماع الباهت الذي لن يكون إلا محطة لتأجيل السلا